الأستاذ نشأت توتار: هل مسودة الهدنة المؤقتة مبادرة دبلوماسية أم توقف اضطراري؟
كشف الأستاذ نشأت توتار عن أبعاد المسودة الأميركية المقترحة لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، موضحًا أن موقف حماس الرافض للصيغة الحالية ينبع من وعي وطني يرفض منح الاحتلال مكاسب مجانية، كما ويجيب عن تساؤل جوهري هل المسودة مبادرة دبلوماسية فعلية، أم هدنة اضطرارية يستغلها العدو لالتقاط أنفاسه؟
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
في الأيام الأخيرة، كشفت قناة "العربية" عن مسودة اتفاق لاقترح تبادل الأسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في قطاع غزة، وبالاستناد إلى مبادرة قدّمها المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووفق التصريحات الأميركية الرسمية، فإن كيان الاحتلال الإسرائيلي قد وافق على مضمون المسودة، وتم بالفعل تقديمها إلى حركة حماس، وقد جاء رد الحركة بأن المسودة تُدرس بروح من المسؤولية الوطنية، وأن الرد النهائي سيأتي بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، ويُسهم في إدخال المساعدات الإنسانية، ويدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار.
لكن حماس وبعد فحص البنود، أعلنت رفضها للمقترح بصيغته الحالية، لما يتضمنه من بنود تُكرّس مكاسب لصالح الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته.
إن غزة بل وفلسطين كلّها، لا تزال الجرح المفتوح في جسد الأمة العربية والإسلامية، واحتلالها جريمة لن تُمحى ما دام الاستعمار جاثمًا على الأرض، فمنذ ما يقارب العشرين شهرًا، يواصل الكيان الصهيوني عدوانه الهمجي على القطاع، في حرب إبادة شاملة لا تفرّق بين رضيع أو امرأة، مسنّ أو مريض، ولا تلتزم بأي معيار إنساني أو قانوني، هذا الكيان يرتكب المجازر صباح مساء، في ظل صمتٍ دوليٍ مطبق، وعجزٍ إقليميٍ مخزٍ، وتواطؤٍ غربيٍ لا يُخفى على أحد.
ورغم كل هذا، فقد نجحت حماس – التي تُركت وحدها في الميدان – في كسر أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وكبّدت العدو خسائر فادحة في العدة والعتاد، وضربت صورته الدولية في مقتل، واليوم بات الاحتلال في أمسّ الحاجة إلى هدنة مؤقتة تعيد له توازنه الميداني والنفسي، وتمكّنه من لملمة صفوفه وتعويض خسائره، تحت غطاء إنساني وسياسي.
لكن في المقابل، لا يمكن إنكار أن حماس، ورغم إنجازاتها الميدانية، تعاني من ضغوط حقيقية، أبرزها الأزمة الإنسانية الخانقة في القطاع، بفعل الحصار المحكم، وانعدام الوصول إلى المواد الأساسية كالغذاء والماء والدواء والوقود، من هنا يبدو أن الحاجة إلى تهدئة مؤقتة باتت ضرورة مشتركة، وإن اختلفت دوافع كل طرف.
المسودة المطروحة – وفق ما سُرّب – تنص على وقف لإطلاق النار مدته 60 يومًا، تتخلله عمليات تبادل أسرى، على رأسها إطلاق سراح 1111 أسيرًا فلسطينيًا، غير أن التجارب السابقة تُحذر من التعويل على التزام الاحتلال، الذي دأب على خرق الاتفاقيات، واستغلال الهدن لالتقاط الأنفاس واستئناف العدوان.
ومع ذلك، فإن وقفًا مؤقتًا للقتال قد يمنح المقاومة فرصة ثمينة لإعادة ترتيب صفوفها، وتعزيز قدراتها، وتثبيت حضورها كفاعل شرعي في المشهد السياسي، كما أن الإفراج عن عدد كبير من الأسرى سيمثل انتصارًا نفسيًا وإنسانيًا يُخفف من وطأة الجراح التي أثخنت القطاع.
ويبقى القول الفصل: إننا مع حماس، سواء اختارت قبول المسودة بعد تعديلها، أو المضي في رفضها، فهذه الحركة التي حملت على عاتقها عبء الأمة، وصمدت في وجه واحدة من أكثر الآلات الحربية وحشية، تستحق كل الدعم والاحترام في قراراتها، غزة اليوم تحتاج إلى قليل من الهواء، وحين تختار المقاومة منح شعبها فرصة لالتقاط الأنفاس، فإنها لا تخسر… بل تكسب معركة الوعي والثبات. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على مسيرة معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال والخذلان الدولي والعربي، مبيّنًا كيف تحولت المقاومة من فعلٍ عفوي بالحجر إلى قوة منظمة ومتطورة، ويؤكد أن هذا التحول لم يكن خيارًا سياسيًا عابرًا، بل استجابة وجودية أدرك فيها الفلسطيني أن الدفاع عن الأرض والكرامة لا يكون إلا بالإرادة والسلاح.
ينتقد الأستاذ محمد كوكطاش ازدواجية الدولة التي تختزل قضايا الخمر والقمار في مسألة الضرائب لا القيم، كما يلفت إلى تناقض المجتمع المتدين الذي يرفض ليلة رأس السنة فقط ويتغاضى عن بقية أيام العام.
يسلّط الأستاذ محمد أيدن الضوء على تحوّل الإعلام من ناقلٍ للخبر إلى أداةٍ فاعلة في توجيه الوعي وصناعة الواقع، متسائلًا عن الجهات التي يستند إليها والأهداف التي يخدمها بعيدًا عن مصلحة الناس.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن تصاعد الغضب داخل المجتمع الأمريكي لا يرتبط فقط بالاعتبارات الإنسانية لغزة، بل برفض الطبقة الوسطى لإنفاق أموالها على دعم الاحتلال دون عائد، ما دفع واشنطن لمحاولات تضليل الرأي العام بقضايا جانبية.